2010/05/14

قلعة الحصن (سوسيتا)الى الغرب من فيق 2كم تقريبا شرق بحيرة طبريا في الجولان المحتل


نضال الشوفي – 26\10\2008

سوسيتا اسم ذو أصول آرمية، ُأطلق تشبيهاً لها بعنق الحصان، وهو ما يظهر عند النظر إليها من مكان مرتفع.أما الاسم اليوناني فكان هيبوس، ويطلق العرب عليها اسم قلعة الحصن.

استوطن المكان منذ ما يقارب 2500 سنة، وتطورت إلى مدينة في العصرين اليوناني والروماني. وهي تتخذ موقعها على أطراف هضبة الجولان الجنوبية الغربية، تطل على بحيرة طبريا عن بعد 2 كم، وتعلو عن سطح البحر 350 م.
ُشيد للمدينة ميناء صغير على شواطئ البحيرة لغرض الصيد والتنقل من وإلى المستوطنات الواقعة على محيط البحيرة في ذلك الوقت، وقد شيد الميناء إبان انضمام المدينة ل (الديكابولوس) وهو اتحاد المدن العشرة ذات الطابع الثقافي اليوناني، المعطاة حكماً ذاتياً في العصر الرو
ماني أيضا، وتتبعها بعض القرى والمستوطنات الصغيرة والمزارع.

العصر اليوناني (الهيلينستي)

هنالك ما يبرر الاعتقاد أن المدينة كانت مسكونة فبل قدوم اليونان، لكنها تطورت بعد قيام الدولة السلوقية في المنطقة إلى مدينة صغيرة، وذلك حوالي العام 200 ق. م تقريباً، لتصبح مدينة مواجهة على تخوم الصراع السلوقي المتمركز في سوريا، والبطلمي المتمركز في مصر، مما يبرر قيام السلوقيون بتطويرها وتشييد الأبنية الجديدة فيها، لتصبح حصن متقدم على تخوم دولتهم قبل تمكنهم من دحر البطالمة عن فلسطين، وهو ما يأخذ دلالاته من الاسم اليوناني (أنطيوخيا هيبوس)، أي مقاطعة هيبوس. ومع استقرار نفوذ السلوقيين على الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط، بعد المعركة الفاصلة مع العدو البطلمي قرب بانياس في العام 196 ق. م، تطور وضع المدينة لتصبح مدينة رسمية (بولس) تسيطر على المناطق القريبة منها. وأضيف لأبنيتها معبداً وسوقاً وأبنية رسمية أخرى. لكن تطور المدينة العام كان مرهون بإمكانية توفير المياه، التي جرت العادة على جمعها من هطولات المطر في آبار حفرت هنا وهناك.

العصر الرماني

في العام63 ق.م اجتاح جيش القائد الروماني (بومبيوس)، المناطق الواقعة على الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط ، مزيحاً بذلك السيطرة اليونان إلى الأبد، ومعلنا مرحلة جديدة نعمت فيه سوسيتا بحكم ذاتي من جديد، بانضمامها للمدن العشرة (الديكابوليس).
وفي العام 37 ق.م سُلمت المدينة للحاكم المحلي لفلسطين هوردوس ، (بحسب المؤرخ يوسيفيوس فيليبوس)، فكانت في هذه الفترة على صراع دائم مع مدينة طبريا، التي ُشيدت أيضاً أيام اليونان، وكان يسكنها الكثير من اليهود. ما جعل أهالي سوسيتا يقومون إبان التمرد الكبير بذبح وطرد اليهود الساكنين بينهم بعد اشتراك هؤلاء بالهجوم على مدينة المجدل.
على أثر هزيمة اليهود ، اثناء تمرد باركوخفا، في العام 135 م، تمتعت المدينة بتطور مميز، بعد أن تم تصميمها من جديد على الطريقة الرومانية، بشكل شطرنجي تتوازى فيه الشوارع مع بعضها، شرقا وغرباً، وشمالاً وجنوباً. كان الشارع الرئيسي (الدوكومونوس) يتوسط المدينة ممتداً من الشرق إلى الغرب، ومزيناً على طول جانبيه بأعمدة كرانيتية حمراء استوردت من مصر، مما يدلل على مستوى الرخاء الذي تحقق في تلك الفترة. أما الشارع الرئيسي الآخر فيمتد باتجاهي الشمال والجنوب ويدعى (الكوردو)، وتوازي باقي الشوارع في المدينة هذان الشارعان، وتتقاطع مع بعضها، مما يخلق شكلا شطرنجيا. من المنشآت الجديدة أيضاً، معبد ومسرح، بالإضافة للسور الذي أحاط بالمدينة. لكن الأبرز بين المشاريع الجديدة كان بركة الماء المنشأة كحل بديل عن تجميع مياه الأمطار في آبار صغيرة خلال فصل الشتاء، وقد تم جر المياه إلى البركة عن بعد 25 كم من منطقة العال.

العصر البيزنطي

في الحقبة البيزنطية أصبح الجليل والجولان ضمن مقاطعة فلسطين، ومع انتشار الديانة المسيحية أقيمت الكثير من الكنائس، وازدادت الهجرة إلى المنطقة، فشهدت المدينة بالتالي تطوراً جديداً وملحوظاً. إن العثور على قبر شخص يدعى هرمس، دفن حوالي العام 300 م بالقرب من أحد الأسوار، كان شاهد يتيم على حركة التنصر حتى ذاك الزمن، مع أنه من المعروف أن السيد المسيح كان قد زار المدينة أثناء تجواله في المنطقة، واجترح فيها معجزة إطعام خمسة آلاف شخص، لكن وجود هذا القبر يظل مؤشر على ازدهار هذه الديانة مع بداية الحكم البيزنطي لسوسيتا.
في العام 359م أصبحت المدينة مركز أسقفية، وهنالك شواهد كتابية على اسم أحد الأساقفة المدعو) شمعون (، وشواهد أخرى على وجود 4 كنائس من تلك الفترة.
ومع الفتح الإسلامي لشمال الجزيرة العربية، ظلت المدينة على نصرانيتها، إذ أن القائد العربي شرحبيل بن حسنة فتحها سلما دون مقاومة، وأعطى على إثر ذلك الأمان لأهلها على أرواحهم وممتلكاتهم وعقائدهم، لكن الكارثة لم تمهلها طويلاً، ففي العام 749 م دمرها زلزال قوي، ولم تُستوطن بعد ذلك مطلقاً. غير أن تضاريس المكان حثت على بناء قلعة الحصن خلال الحملات الصليبية، كبناء دفاعي يقابل قلعة الصبيبة في الشمال من الجولان، من أجل حماية هذان الممران الطبيعيان إلى الداخل السوري، وقد فقدت القلعتان أهميتهما بعد ذلك، لكن قلعة الحصن دمرت عن آخرها تقريباً.

فترة الاحتلال الإسرائيلي

في الأربعينات من القرن الماضي، قام سكان مستوطنة (عين كيف) باحتلال المرصد السوري المقام هناك، وشيد مكانه موقع للجيش الإسرائيلي، ظل يقوم بوظيفته حتى احتلال هضبة الجولان في العام 1967 م. إن استعمال الإسمنت لبناء الموقع الإسرائيلي أدى لتشويه جزء من المكان، أما الشاهد الآخر على التواجد العسكري فيه، فهو الرافعة التي نرى بقاياها حتى الآن في الجهة الشمالية الغربية، والتي نعلم أنها بنيت عام 1948 بإشراف الضابط الإسرائيلي (دافيد لسبوك) من أجل تزويد الجنود المتواجدون هناك بالمؤن من مستوطنة (عين كيف).
في العام 2000 م بدأت بعثة أثرية من جامعة حيفا، بالتنقيب في المكان، بمشاركة بعثتين أجنبيتين: الأولي أمريكية ، والثانية بولندية. لقد تقرر لهذا النشاط الأثري أن يستمر 10 مواسم، حتى العام 2009م، وكشف منذ مواسمه الأولى الكثير من المعطيات عن العصور الكلاسيكية في المنطقة، بما في ذلك تسلسل الحقب التاريخية، والصراعات المحلية، والدولية فيها.

No comments:

Post a Comment

اترك تعليق من فضلك

الجولان

كانت المهمة الرئيسية لنظام المقبور الأسد حماية امن إسرائيل وكل من يقترب من الشريط الشائك يختفي عند مخابرات الأسد

ماهو الجولان..؟

لمن لا يعرف الجولان من السوريين هذا هو الجولان باختصار

الحدود : يحد الجولان من الشمال لبنان ومن الغرب فلسطين المحتلة ومن الجنوب الاردن ومن الشرق محافظتا درعا ودمشق السكان : تعدادهم حاليا 2,000,000 مليونين من العرب التركمان والشركس مسلمين ومسيحيين مهجرين نازحين ومضطهدين كمواطنين درجة ثانية منذ عام 67تحت عباءة الممانعه في الداخل السوري لم يسمح لهم بالتعرف الى جولانهم ومنعوا من ابسط حقوقهم وهو الدفاع عن وطنهم و بحسب دناءة الاسد وطائفيته القذرة و اعلام الممانعه الكذاب خلال الخمسين عاما الماضية يعتبرهم ال 15 الف من الدروز المقيمين داخل الجولان المحتل حاليا وهم الذين لم تقم اسرائيل بطردهم كما باقي سكان الجولان المساحة الحقيقية هي 2000كم مربع وبحسب الممانعه واسرائيل هي 1750كم مربع ونسبته من مساحة سوريه تساوي 2%لكنه يحتوي 17 %من حياة سوريه اذا كانت المياه هي الحياة في العقود القادمة فمنها عشرات الانهار كنهر ونبع بانياس ونهر الوزاني ونهر الاردن ونهر الرقاد والعلان وانهار اخرى لا مجال لذكرها في هذا المختصر وكذلك مئات الشلالات وبحيرات مثل الحولة وطبريا ومسعدة وسد خسفين وسد الشعبانية وسد الرفاعية وعشرات البحيرات المتوسطة والصغيرة والسدود والينابيع الطبيعية ويحوي بحسب التقديرات الاولية لبعض المختصين 50%من بترول سوريه بالاضافة للمعادن والفلزات التي تستخرجها اسرائيل منذ احتلالها وحاليا من ترابه كما في تل الفرس وكذلك المزروعات والغلال بجميع انواعها والجولان هو مجموعة من عشرات السهول الصغيرة والكبيرة الغنية بتربتها المعدنية السوداء كأغنى تربة زراعية في العالم واكثر من سبعين واديا كبيرا غنية بالادغال والطبيعة البرية البكر من الاشجار والنباتات والطيور و ما لا يتخيله عقل من التنوع البري واشكال الحياة واكثر من خمسين تلا من التلال المنخفظة الى المرتفعه بالاضافة الى جبل الشيخ ومثلها واكثر من التلات الصغيرة والهضاب المكسوة بالاشجار والنباتات والطبيعه الساحرة حيث يقع على سبيل المثال منتزه الغيوم على ارتفاع 1200 متر تقريبا عن سطح البحر على قمة تل العرام وعشرات المواقع السياحية الجميلة جدا مثل منتزه الحمة و(التلفريك) على جبل الشيخ ومناطق التزلج على الجليد في جبل الشيخ وبركة المسدسات ومنتجع (دفورا ) على شلالات وادي الجلبون وكذلك المحميات الطبيعية للحيوانات والطيور وكذلك المناطق الاثرية العظيمة مثل الحمة ومدرجها وحماماتها الرومانية وينابيعها الحارة ذات الطبيعه الاستشفائية بحيث كل نبع له خصائص علاجية وتركيب كيميائي مختلف عن الاخر وكل نبع يعالج امراض مختلفة ومنطقة بيت صيدا شمال بحيرة طبريا الغنية جدا باثارها العظيمة وموقع رجم الهيري الفلكي شرق تنورية وموقع تل القاضي الاثري المدرج على لائحة التراث العالمي وموقع مدينة بانياس ومدرجها المنحوت في صخور جبل الشيخ ومملكتها القديمة وقلعة الحصن سوسيتا شرق بحيرة طبريا وقلعة الصبيبة نمرود على مرتفعات جبل الشيخ وموقع بلدة ام القناطر ومعبدها والمجمع الكنسي لكرسي السيد المسيح في بلدة الكرسي شرق طبريا ومعبد الدير قروح في وادي جملا وبلدة فيق ومعالمها الاثرية وعشرات المواقع الاخرى الغنية باثارها من جميع الحقب التاريخية اما المناطق المسكونة قبل عام 67 التي دمرها الاحتلال بعد ان طرد سكانها وغير معالمها بتواطؤ الخائن المجرم حافظ الاسد فهي ستمائة قرية ومدينه كبيرة ومزرعه


الصورة من قرية الكرسي شرق بحيرة طبريا في الجولان المحتل

الصورة من قرية الكرسي شرق بحيرة طبريا في الجولان المحتل
بقايا المجمع الكنسي لما يسمى كرسي السيد المسيح عليه السلام

حسين ابراهيم الحامد الهاروني

الخريطة الصحيحة للجولان

الخريطة الصحيحة للجولان
الجولان
عزيزي ابن الجولان
ان كنت تحب الجولان ارض اجدادك وارثك وتربة رفاتهم
فإحرص كما تحرص على عينيك ان لا تضع على صفحتك خريطة مزورة ومنقوصة ومقتطع من كل اطرافها للجولان
الى الاخوة السوريين عامة و السياسيين خاصة
ومنهم اخوتي ابناء الجولان أصحاب الأرض المحتلة على وجه الخصوص
هذه الخريطة هي الوحيدة الصحيحة للجولان وهي من كتاب الجولان للباحث والمهندس الالماني غوتليب شوماخر التي رسمها ووثقها ووثق كل تفاصيل الجولان الجغرافيه والبشرية في كتابه الجولان the jaulan الذي الفه في العام 1888 أي قبل وجود الكيان الصهيوني ب60 عاما وهذا الكتاب موثق ومحفوظ في مكتبات الجامعات العبرية والبريطانيه والالمانيه والصورة من نسخة مكتبة جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة ..
الامر مهم جدا فكل الخرائط التي تتناقلها الناس والمتوافرة على الشبكه للجولان هي من انتاج الممانعه وإسرائيل وهي مصممه لقضم اراضينا لذلك يجب الحذر والانتباه لهذا الامر فالحدود بين سوريا وفلسطين المحتلة هي نهر الأردن من بحيرة الحولة وحتى الارااضي الاردنيه جنوب بحيرة طبريا وهو الخط الاحمر في هذه الخريطة وماعداه هو محض تزوير وافتراء

بركة المسدسات

بركة المسدسات
وادي زويتان

قلعة نمرود الاثريه في الجولان المحتل-قلعة الصبيبه

مستشفى الجولان الذي دمرته اسرائيل

مستشفى الجولان الذي دمرته اسرائيل
Golan Hospital which is destroyed by Israeli

نبع بانياس وبعض اثارها القديمه في الجولان المحتل

نبع بانياس وبعض اثارها القديمه    في الجولان المحتل

الحمام الروماني في الحمه السوريه المحتله - غدير الحمه

الحمام الروماني في  الحمه السوريه المحتله - غدير الحمه
Roman Bathhouse in Hamat Gader -golan -syria

اثار قرية قصرين في الجولان المحتل

اثار قرية قصرين  في الجولان المحتل
monuments of qesreen village in the occupied golan

شلال وادي العال(وادي السمك ) في الجولان المحتل

شلال وادي العال(وادي السمك ) في الجولان المحتل
لوادي الجنوبي من أودية دائمة الجريان ، يصب مباشرة في بحيرة طبريا إلى الشمال من أطلال قرية النقيب (مستعمرة عين جيف) يجري بفرعين كبيرين في أقسامة العليا ، بعد اتحادهما يتسع مجراه نظرا لدخوله منطقة صخور كرتونية قبل وصولة البحيرة . يدعى الرافد الشمالي لوادي السمك " وادي المعكر" في أعلاه و"وادي الشبيب" في أقسامة السفلى العميقة . يجري باتجاه جنوب غرب حتى يلتقي بالرافد الجنوبي . اما الرافد الجنوبي فيدعى " وادي الصفيرة" في أقسامة العليا و"وادي الدفيلة" في أقسامة العميقة نظرا لكثرة نبات الدفلة في مجراه . غالبية مياه هذه الروافد تجمع في خزانات ومجمعات لتستغل للري في أيام الصيف. المسار : طول المسار : 3.5 كم مدة المسار : 3 – 4 ساعات الجيل : 5 سنوات وما فوق المواسم المناسبة : الخريف ، الشتاء ( ليس في الأيام الماطرة ) والربيع ( في الصيف حار وجاف جدا )

شذاذ الافاق يدنسون طهر ارض الجولان بايديهم الملطخه بدماء الابرياء

شذاذ  الافاق  يدنسون طهر ارض الجولان بايديهم الملطخه بدماء الابرياء
Prospects criminals desecrate the purity of Golan Heights land with their soaked hands with the blood of innocent people

اطلالة قرية كفر حارب في الجولان المحتل على بحيرة طبريا

اطلالة  قرية كفر حارب  في الجولان المحتل على بحيرة طبريا
view from Kafr hareb in the occupied Golan ( tabaraya lake)